السومريين و الكورد

هل حقا أن السومريين هم أجداد الأكراد منذ القدم؟
...................................
عندما ننظر إلى بنية اللغة والثقافة الكوردية، نرى أنها قد تطابق كل تجهيزاتها التقنية مع بنية اللغة والثقافة السومرية ، وتواصل كثير من القصائد الشعرية والملاحم السومرية وجودها في الثقافة العشائرية الكردية في يومنا هذا من حيث المضمون والشكل، وتجد ملحمة "درويش عبدي" مصدرها في اللوحات التي كتبها السومريون في الألف الثاني قبل الميلاد، وتحدث في نفس منطقة سنجار أنشودة باسم بطل شعبي تحت اسم"جيرو CIRO"على لسان فتاة مجهولة، تقدم قصيدة شعر "جيرو" التي تمت كتابتها في الألف الثاني قبل الميلاد تشابهاً مذهلاً مع ملحمة درويش عبدي في يومنا هذا، كما توجد كثير من الوثائق المشابهة لذلك، كما نستطيع فهم ذلك من خلال بنية لغوية الكوردية نرى أن مصدر هذه اللغة مليء بالكلمات ذات الجذور السومرية ،
إن هذا التعريف القصير يظهر أن التاريخ الكوردى متداخل إلى حد كبير مع السومري، الذين تم إثبات وجود روابط قوية بينهم وبين الكورد، ويوجد لهم تاريخ مشترك، وبذلك يكون أهم مصدر لتاريخ الكرد متداخل مع التاريخ السومري الذي بدأ التاريخ المدوّن، إن جميع العناصر الثقافية التي جاءت من الجبل وعلاقاتها وصراعها الملموس وتأثيراتها وتأثرها المتعلقة بهذا التاريخ هو التاريخ ذو الجذور الكردية في الوقت ذاته.
وكان من الأولويات انتشار الحضارة في كل ميزوبوتاميا، وبدأ عصر الحضارات الإقليمية بعد عام 2000 ق.م، وتحولت مدن المستوطنات إلى دويلات مدن، لقد استوعب الهوريون كمجموعة معروفة في التاريخ بعد السومريين الحضارة في النمط السومري، ودخلوا إلى مؤسسة الدولة المركزية المستندة إلى مراكز المدن من خلال الكونفدراليات العشائرية الواسعة، وكانت "نوزي وأوركيش" من أولى المراكز وبرزت "أورفا" كمركز هام في التاريخ أيضاً، إن "أوركيش" هي مدينة "عامودا" التي تتواجد حالياً في منطقة الحدود التركية السورية وكانت هذه المدن هي أولى عواصم الهوريين، ونفهم من خلال وثائق جيرانهم السومريين والحثيين أنهم أصبحوا قوة سياسية هامة بين عامي 2000 ــ 1500 ق.م.
وتم العثور على كثير من والوثائق المدوّنة باللغة الهورية، كما تقدم الوثائق التي عثر عليها في نوزي وأوركيش والمدن الحثية معلومات واسعة عن الهوريين.
نرى أن الهوريين هم الذين حققوا تمأسس العصر النيوليتي في الألف السادس قبل الميلاد تقريباً، وهم بمثابة استمرار للمجموعات التي أعطت شكلاً لثقافة تل حلف، تم تسمية الهوريين بالهوريت التي تعني"الجبليين"لأول مرة من قبل السومريين في الألف الثالث قبل الميلاد، إن التسميات المختلفة للوحدات العشائرية في يومنا هذا لا يعني أنها لا تنتمي إلى نفس المجموعات الشعبية ولا يعني أنها لا تملك طبائع مشتركة.
إن بنية اللغة الآرية هي آرية وتم إثبات أن كثيراً من كلماتها تحولت إلى اللغة السومرية لا سيما أسماء الحبوب والحيوانات، وأقتبس السومريون كثيراً من أسماء تقنية الزراعة من الهوريين، ويمكن الادعاء بكل بساطة بأن الهوريين قد أثروا إيديولوجياً على السومريين، وقد دخلت كثير من المصطلحات المثيولوجية إلى السومريين في هذا النطاق، كما تأخذ المفاهيم المثيولوجية واللاهوتية المستندة إلى السماء مصدرها من الثقافة الهورية، وتعكس تعبير المساواة والحرية لأنها لم تتعرف على الفرز الطبقي، وكانت خاصية الربة الأم هي السائدة، حيث قام الكهنة السومريون بمزج هذه الأدوات المادية والمعنوية وخلقوا تركيباً منها في مدن التلال التي تسمى بـ "أور" ونجحوا في جعلها أساساً لبنية المجتمع الطبقي، ويمكننا القول أن معابد أور للرهبان السومريين،
توجد دلائل كثيرة تشير إلى أن السومريين هم أجداد الكرد، ويأتي على رأس تلك الدلائل التشابه في البنية اللغوية، حيث تستخدم كلمات كثيرة مشتقة من نفس الجذور، كما تظهر وثائق علم الآثار التي تركوها، أن كلا الثقافتين تحملان صفة الديمومة والاستمرار منذ ا2000 قبل الميلاد،

تعليقات