الكورد في السودان

الكرد في السودان

يبلغ عدد الكرد في السودان حسب بعض المصادر نحو 80 الف نسمة ، يسكنون في غرب السودان ، ويتركزون خاصة في ٲم درمان وكسلا .

إنّ تأريخ وصول الكرد الى السودان يعود الى ما قبل 800 عام ، وكان تحديدا في عام 1172م ، مع حملة السلطان الكردي صلاح الدين الايوبي ، الذي كان له أخ باسم توران شاه ، والذي قاد حملة على الفاطميين في مصر وهزمهم ، لكن حلفاء الفاطميين وهم النوبيين ( سكان السودان الحاليين ) وبعد هزيمة الفاطميين ، أخذوا يثيرون المشاكل للدولة الأيوبية ، لذلك توجه الأمير الكردي توران شاه على راس جيش كان معظمهم من الجنود الكرد ونفذوا حملة ضد النوبيين ، وكانت نتيجتها سيطرتهم على السودان وإنهاء المشاكل هناك . وبعدها غادر قائد الحملة توران شاه السودان لكنه خلف هناك الكثير من أتباعه الجنود الكرد من عناصر جيشه للحفاظ على استقرار الأوضاع وحتى لا يثير النوبيين المشاكل من جديد وحتى لا تقوم أية دولة اخرى باحتلال السودان ، كما ونصب القائد الكردي ، زعيما كردياً على السودان من عناصر جيشه كان يدعى ابراهيم كردي ، ومنذ ذلك الوقت بقي الكثير من افراد ذلك الجيش في السودان وأقاموا فيها ولا يزالون يحملون لقب الكردي ، الا انهم اكتسبوا الكثير من صفات السكان هناك حتى لون البشرة الأسمر ، وأيضا خلال العصر العثماني عندما امتدت الإمبراطورية العثمانية والتي سيطرت على منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك السودان وبالتأكيد كوردستان ، تمت هجرة الكثير من الاكراد إلى السودان ، وقبل ذلك كان هناك وجود للكرد أيضا منذ أيام محمد علي الزعيم الكردي في مصر ، ولكنه لم يكن في حجم كما هو الحال في العهد العثماني.

يبلغ اليوم عدد الكرد السودانيين نحو 80 الف نسمة يسكنون في ام درمان وكسلا وغيرها ، وقد سمي ٲقليم كردفان بأسم الكرد ، فكلمة كردفان تعني اكراد مدينة وان ، و وان مدينة كردية تقع شمال كردستان ، وأنّ الكثيرين من الأكراد الذين هاجروا الی السودان ٲثناء الاحتلال العثماني كانوا من أكراد مدينة وان .

أكراد السودان معروفون بالشجاعة والغيرة وعدم السكوت في الدفاع عن الحق، يقدرون الضيف و أكثرهم يقطنون المدن .

مع الأخذ في الإعتبار طول فترة وجودهم في السودان إلا أن تم المحافظة من قبلهم على كل العادات والتقاليد والأزياء، حيث لا يزالون يحتفلون بعيد النوروز في 21 مارس من كل عام، من خلال عقد حلقات الدبكة التي تختلف جزئيا من الدبكة الكردية المعروفة ، ويتحدثون اللغة الكردية اللهجة الكرمانجية .

وفي فترة الاحتلال البريطاني للسودان نشأت حركة باسم المهدي ، وانتشرت في أنحاء البلاد وكانت مناهضة للوجود البريطاني ، تلك الحركة كان لها قائدان أحدهما في شرق البلاد والآخر في غربها ، قائدها في شرق السودان كان كرديا يدعى عثمان ديقنه، وكان أول قائد يتمكن من هزيمة البريطانيين في تاريخ السودان ، وإلى الآن يتم تدريس الخطة العسكرية التي طبقها القائد الكردي عثمان ديقنه في قتاله الجيش البريطاني ، بالمؤسسات العسكرية البريطانية . بعد ذلك سقط أسيرا لدى الجيش البريطاني وحكم بالسجن مدى الحياة ، وبقي سجينا لفترة 17 سنة ثم مات في السجن ، وعندما سأله البريطانيون أثناء محاكمته ، عن سر شجاعته وخبرته العسكرية ، فأخبرهم بأنه كردي وأصله من مدينة آمد (ديار بكر) ، وهناك فقرة في كتاب الصف الثالث الإبتدائي بالسودان تتحدث عن عثمان الكردي هذا الذي توفي سنة 1517م ، وعدا هذا القائد هناك من وصلوا الى مراتب عالية في الجيش السوداني كالفريق علي محمد الكردي وهو ثاني أبرز مسؤولي وزارة الدفاع و هو من سكان ولاية كردفان .

ومن الشخصیات الكردية الأخری المعروفة في السودان ، الصحفي الكردي السوداني وجدي الكردي الذي يعمل في صحيفة الأخبار السودانية .

تعليقات