عمالة الاثوريين

بريطانيا والآثوريون في العراق 1918-1933
..............................................
توطئة: الآثوريون واحوالهم الاقتصادية والاجتماعية:
كان الآثوريون قبل الحرب العالمية الاولى يعيشون في حدود الدولة العثمانية ايران وكانوا يتركزون في ولايات الموصل وارضروم ووان، وفي سنجق حكاري على نحو خاص وكان أغلبية الآثوريين الذين كانوا يعيشون في حدود الدولة العثمانية من اتباع الكنيسة النسطورية. ويتكلم الآثوريين النساطرة اللغة السريانية الآرامية. وعلى الرغم من أن الآثوريين كانوا يدفعون الضرائب الى الحكومة العثمانية إلا أنهم كانوا يتمتعون باستقلال ذاتي أو بالأحرى باستقلال فعلي في كثير من شؤونهم وتشير المصادر التاريخية إلى أن عدد الآثوريين في العراق قد بلغ نحو250.000 نسمة. في حين يذكر فاضل حسين – استنادآ إلى لجنة التحقيق الدولية للحدود العراقية - التركية – أن عددهم بلغ ما بين 80.000 90.000 نسمة أما اوضاعهم الاقتصادية فتتمثل في انهم يشتغلون بالدرجة الأولى في الزراعة وتربية
. النحل والماشية وكانوا يزرعون الذرة والتبغ والحنطة وغيرها ويذهب كثير من الآثوريين في الشتاء إلى حلب والموصل وما وراء القفقاس بحثًا عن عمل. ثم يعودون الى مواطنهم الاصلية في الربيع للمباشرة بزراعة الحقول ومن الناحية الاجتماعية كانت القبيلة تضم مجموعة من العشائر، وكان يترأسها زعيم
أو أمير (ملك) ولكنه في الواقع اقطاعي كبير، كان ينتخب من القبيلة والعشيرة والأسرة وكان هذا المنصب ينتقل من الأب إلى الابن وفي حال غياب الأولاد ينتقل
( للأخ الأكبر). وكان صاحب هذا المنصب ينتخب من وجهاء القبيلة البطريك هو الرئيس الديني والدنيوي للآثوريين جميعآ ويلقب مار شمعون (سيمون المقدس)، ويعيش الآثوريون بالأساس في قرى كبيرة يتألف بعضها من ( 500 ) دار،ويحكم
كل قرية من قرى الآثوريين زعيم يسمونه (الرئيس) وظيفته جمع الاتاوات
.( وتقديمها الى زعيم القبيلة – الملك – وجمع المتطوعين للحرب ويعد الطابع القبلي الصفة البارزة لحياتهم، ومن أشهر قبائلهم تياري العليا وتياري. السفلى وتخوما وجيلو وباز وديز ويقيمون في منطقة حكاري بولاية وان التركيةوتعيش كل قبيلة في منطقة محددة تحمل اسم تلك القبيلة، وتتألف من عدة قرى وتنقسم القبيلة على عدة أفخاذ ترتبط ببعضها بوشائج النسب وينقسم الفخذ بدوره إلى أسرة كبيرة 60 شخصًا. وينتخب اكبر أفراد الفخذ وأكثرهم وجاهه لمركز - (كولباتا) قد تبلغ احيانا من 40 الشيخ
لقد ألجأت ظروف الحرب العالمية الأولى الآثوريين إلى ترك بلادهم فهاجر قسم منهم إلى بلاد القفقاس في حين هاجر القسم ألاخر الى العراق بعد الاحتلال البريطاني فسكنوا بعقوبة .كما سكن قسم منهم القرى الشمالية القريبة من الحدود في أقضية العمادية وزاخو وراوندوز وسكن قسم ثالث بغداد والموصل والبصرة

اولا:الادارة البريطانية والآثوريون 1918-1919
.........................................................
عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى هاجم الروس اراضي الدولة العثمانية واستولوا على ولاية وان في نيسان 1915 ، وما لبث الروس أن أغروا الآثوريين النساطرة بالتمرد على العثمانيين الذين حشدوا بدورهم جيوشًا قوية نظامية وغير نظامية من الأكراد في مواجهة الآثوريين مما اضطر الآثوريين إلى النزوح مع أسرهم إلى سهل سلماس في أذربيجان الإيرانية وعندما هاجمت الجيوش العثمانية أذربيجان الإيرانية في صيف 1918 أصبح آثوريو إيران مع الآثوريين النازحين من الأناضول الشرقية معرضين لهجمات عثمانية مباشرة ، فض ً لا عن العداوة التي يكنها الإيرانيون لهم مما اضطرهم إلى النزوح مرة ثانية إلى . منطقة كرمنشاه - قزوين التي كانت حينذاك تحت الحماية البريطانية وكان الآثوريون قد فقدوا في الحرب أكثر من نصف قواتهم وكانوا يأملون من حلفائهم البريطانيين المساعدة في تمكينهم من العودة إلى مواطنهم السابقة كما هدفوا الى تأسيس حكم.( ذاتي) تحت الحماية البريطانية ان جلب الإنكليز للاثوريين وإسكانهم في معسكر بعقوبة مدة ثلاث سنوات لم يكن حدثًا عاديًا ، وإنما أرادوا بوساطتهم تنفيذ برامجهم في العراق فجعلوهم يتصورون أن قيام بريطانيا بإسكانهم في العراق هو مكافأة لهم مقابل مساندتهم اياها في الحرب ، وأفهموهم كذلك أنهم لن يبقوهم في العراق أو يستخدموهم للدفاع عنه ، بل وعدوهم بالعودة إلى أوطانهم وفي الوقت نفسه قامت سلطات الاحتلال بنقلهم إلى زاخو ودهوك والعمادية وعقرة وفتحت معسكرًا جديدًا في مندان شمال شرق الموصل ، ومع ذلك كانت مسألة توطين الآثوريين في العراق من الأمور الجدية للسلطات البريطانية. فقد نصت مقترحات ارنولد ولسن، نائب الحاكم المدني العام في العراق ،المقدمة في سنة 1919 إلى "اللجة الشرقية
البريطانية" التي تأسست إبان الحرب العالمية الأولى ،على أن ضم ولاية الموصل إلى العراق ضروري لتأمين بقاء الآثوريين ضمن العراق بحسب رغبتهم. كما قدم الكولونيل ليجمن الحاكم السياسي في الموصل مشروعًا لتوطين الآثوريين في منطقة العمادية لخصه ويلسون بقوله : "ان اقتراح ليجمن تضمن إخراج الأكراد المسلمين الذين ثاروا مرتين وقتلوا الكابتن ويلي واللفتنت ماكدونالد وإعطاء أراضيهم للاثوريين" وأضاف "ولو طبقنا هذا الحل ، لتهيأت لنا فرصة لانصاف الطائفة الاثورية ، ولتمكنا من حل مشكلة من أصعب مشكلات الاقليات الدينية في كردستان وهذا يعني إسكان الآثوريين الدخلاء على حساب الأكراد أهل المنطقة
الأصيلين ، كما يلاحظ كذلك محاولا ً ت الدس والتفرقة التي كان يقوم بها الحكام السياسيون البريطانيون.
لقد وافقت الحكومة البريطانية على ذلك المشروع وأعدت له الخطط التمهيدية باشراف المبشر الانكليزي الدكتور ويكرام الذي كان بحكم إطلاعه الواسع على أحوال الآثوريين . ومشاركته إياهم في آرائه أكبر مساعد للإدارة البريطانية كانت المطالب الاثورية التي قدمت إلى مؤتمر الصلح في باريس عام 1919 قد تضمنت إقامة الحماية البريطانية على الآثوريين في منطقة الموصل - الجزيرة – باش قلعة
- اورميا. وقد أخذ ممثل بريطانيا على عاتقه مهمة الدفاع عن مصالح الآثوريين في هذا المؤتمروفي الوقت نفسه كان الإنكليز ينظرون نظرة بالغة الأهمية إلى أسرة المار شمعون فهم بوساطتها يتمكنون من توجيه الآثوريين كيفما يشاؤون ولذلك فانهم كانوا يتدخلون بطرائق عدة حين يذهب بطريرك ويأتي آخر جديد ، وفي سنة 1920 توفي المار شمعون بولص وحل . محله أخوه المار شمعون ايشاي بمساعدة عمته سورمة التي كان لها نفوذ لدى الإنكليز

ثانيًا:الانتداب البريطاني والآثوريون 1920-1932
..........................................................
، كانت القضية الاثورية من القضايا التي بحثت في مؤتمر سيفر في 10 آب 1920 وقد نصت المادة الثانية والستون من معاهدة سيفر على وجوب أن تضمن للاثوريين في حالة إنشاء دولة كردية مستقلة ذاتيًا إمكانية التطور وإعطاؤهم ضمانات كافية لحمايتهم داخل حدود كردستان وإطلاق سراح الأسرى منهم ، وإعادة ممتلكاتهم … وغيرها. ولكن معاهدة سيفر ولدت ميتة فلم توافق عليها تركيا الكمالية فبقي الآثوريون في العراق استغل الإنكليز فشل حركة الجنرال الاثوري آغا بطرس* فاقترحوا على الآثوريين السكن في ولاية الموصل التي لم يكن مصيرها آنذاك قد تقرر بعد. كما وعدهم الإنكليز بمنحهم حكمًا ذاتيًا محليًا في حالة ضم الموصل إلى العراق إلا أن هذه الوعود لم تتحقق على الرغم من ضم الموصل إلى العراق.
وفي الوقت نفسه فان المعارك ضد الأتراك والأكراد لم تساعد الآثوريين على حل
قضيتهم بإعادتهم إلى مواطنهم في تركيا وإيران أو جمعهم وتوطينهم في شمال العراق ،ولذلك تقدم الآثوريون أكثر من مرة بمذكرات إلى عصبة الأمم من أجل مساعدتهم ، وقد ضمت المسألة الاثورية إلى جدول أعمال مؤتمر لوزان الذي عقد من 20 تشرين الثاني 24 - 1922 تموز 1923 ولم يسمح للوفد الآثوري هذه المرة كذلك حضور هذا المؤتمر إلا .أن إنكلترا صرحت علنًا بأنها ستدافع عن مصالح الآثوريين في غيابهم استمرت بريطانيا في مساندة الآثوريين في العراق ، ففي مؤتمر القسطنطينية الذي افتتح في 19 مايس 1924 بين بريطانيا وتركيا ، قال كوكس في هذا المؤتمر منذ مؤتمرلوزان ظهرت في نظر الحكومة البريطانية أهمية مشكلة مستقبل الآثوريين الذين استعانوا بالحكومة البريطانية لإعادة إسكانهم في مواطنهم السابقة تحت الحماية البريطانية ، وقد أخبر كوكس فتحي بك رئيس الوفد التركي أن الحكومة البريطانية قررت أن تضمن خطًا للحدود. بشكل جماعة متماسكة ضمن حدود العراق بعد أن أجليت القوات التركية من شمال العراق* رأى قادة الآثوريين أن الوقت قد غدا ملائمًا للتوجه من جديد إلى السلطات البريطانية والحكومة العراقية بطلب حل مسألة التوطين الجماعي للاثوريين في شمال البلاد. إلا أن الإنكليز والسلطات العراقية حذروا من تجميع الآثوريين في مكان واحد كي لا يؤدي ذلك مستقب ً لا إلى تأسيس دولة مستقلة أو ذات حكم ذاتي. لذا أصروا على توطين الآثوريين بشكل جماعات صغيرة في شمال العراق ، في حين تذرع الآثوريين بحجة عدم الاستيطان وسط الأكراد فضلا عن أن المعاهدة العراقية البريطانية لعام 1926 أكدت تحريم حق العودة بالنسبة للاثوريين الذين غادروا تركيا خلال الحرب العالمية الأولى
ومن أجل تخفيف هذه الأزمة اقترح الإنكليز على الحكومة العراقية الأخذ بمجموعة
من مطالب الآثوريين الثانوية ، كما اقترح هنري دوبس المندوب السامي البريطاني وًفي محاولة لحل هذه الأزمة إسكانهم في عدد من المناطق الشمالية على أن تمنحهم الحكومة العراقية حرية إدارة شؤونهم المحلية الخاصة كانتداب مختارين لقراهم فضلا عن اتخاذ عدد من التدابير في القرى لفرض الضرائب تحت إشراف الحكومة( 3). فوافقت وزارة جعفر العسكري في 8 آذار 1927 على تقديم مجموعة من التنازلات الطفيفة ، ومنها إسكان اللاجئين الآثوريين في المنطقة الشمالية وإعفاؤهم من قسم من الضرائب المفروضة عليهم ومنع إسكانهم في الأماكن التي تعارض الحكومتان التركية والإيرانية أو السكان الأصيلون
(الأكراد) اسكانهم فيها ، كما اعترفت الحكومة العراقية بالمار شمعون بطريركًا للاثوريين مع تخصيص 3000 روبية شهريًا له لقد لاقى مشروع إسكان الآثوريين نجاحًا واضحًا ، إذ بلغ مجموع من استوطن منهم ( نهاية 1927 (4175 ) شخصًا وسكن ( 2475 ) منهم في الموصل ، أما الباقون فسكنوا سهل حرير كما عينت الحكومة البريطانية في العام نفسه الكابتن فاوريكر لإسكان الآثوريين وقد بادر بين عامي 1927 و 1928 بإعطائهم المساعدات اللازمة لهم ، كما حضر الى الموصل المندوب السامي البريطاني هنري دوبس وتحدث مع المار شمعون والميجر ويلسون المفتش الإداري في الموصل في شؤون الآثوريين وتحقيق رغباتهم ويعترف هنري دوبس بأن حكومته قد أسكنت الآثوريين في أكثر من 50 بالمائة من القرى والأراضي الزراعية الشمالية وهذه الأراضي هي ملك لأصحابها وهم في العادة من الأكراد العراقيين.
وعلى الرغم من مجموعة من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة العراقية ظل وضع الآثوريين - بحسب زعمهم - سيئًا. وتشير رسالة المار شمعون إلى هنري دوبس
إلى أن أغلبية الآثوريين لم يجرِ إسكانهم بعد على الرغم من أن السلطة البريطانية كانت تؤكد العكس وتشير إلى أنه لم يبق سوى 500 أسرة فقط. لقد كانت سلطات الانتداب تحاول أن تلقي الذنب على الآثوريين أنفسهم وتلومهم زاعمة أنهم اعتادوا على أن يظلوا لاجئين يطلبون المساعدات من الحكومة والأموال الخيرية
وعندما أعربت الحكومة البريطانية في 14 أيلول 1929 عن عزمها على ترشيح
العراق لدخول عصبة الأمم عام 1932 وعقد معاهدة 30 حزيران 1930 بين العراق وبريطانيا نظر إليها الآثوريين نظرة شك وريبة لانها لم تنص على ما يخص مستقبلهم وطلبوا من البريطانيين الاعتراف بهم "ملة" أو "شعبًا" مقيمًا في العراق لا أقلية عنصرية أو دينية. إلا أن هنري دوبس نبه إلى خطورة هذه المطالب فقرر إرسال عريضة إلى عصبة الأمم للنظر فيها. والى هذا المعنى أشار مقال للتايمس اللندنية جاء منه : "… طبيعي أن الآثوريين يطالبون كبقية الاقليات في العراق بضمانات يكون لهم فيها قضاء عادل وحرية دينية وطبيعي أنهم لم يرتاحوا عندما علموا ان المعاهدة العراقية البريطانية لسنة 1930 لم تذكر شيئًا عن الاقليات فكانت خطأ من حكومة العمال استوجبت غير قليل من الانتقاد في بريطانيا" مع هذا فقد أوضح المسؤولون البريطانيون في العراق عام 1930 أن الحل الوحيد الاثوريين يكمن في عدهم جزءآ من الشعب العراقي وان على الحكومة العراقية الإقرار بذلك أيضًا وفي الحقيقة ان مشكلة الآثوريين اتخذت أهمية كبرى في السياسة البريطانية لأنها أدركت ان مساعدة البريطانيين في عصبة الأمم سوف تستغل لتسويغ خط مواجهة أكثر قبو ً لا من العراق
ومع اقتراب مدة انتهاء الانتداب البريطاني على العراق وقرب دخول عصبة الأمم
أخذ الآثوريون بالسعي لدى بريطانيا للحصول على عدد من الامتيازات الخاصة ، فقد وصل إلى بغداد في نهاية كانون الثاني 1931 ضابط بريطاني متقاعد هو الكابتن (النقيب) هرمز رسام ثم سافر إلى الموصل وأعلن عن اهتمامه المتزايد بالآثوريين وما لبث ان استدعى أحد الضباط العاملين في البحرية فجاء إلى Cup زمي ً لا له من لندن هو الكابتن مايثوم كوب الموصل في آذار 1931 وأخذ يتصل برؤساء الاقليات غير العربية ويحرضها على طلب الانفصال عن العراق وسرعان ما استدعى الرجلان البريطانيان زميليهما في لندن الاميرال فجاء هذا إلى الموصل وصار يخطط مع زميليه لإثارة النعرات الطائفية. ثم Hell سيمون هيل عاد إلى لندن كل من رسام وهيل وألفا لجنة باسم "لجنة إنقاذ الاقليات العراقية غير المسلمة" وقد عمدت هذه اللجنة إلى بث الدعايات الواسعة ضد العراق وسعت إلى تأليب
الرأي العام البريطاني ضده ورفعت شكاوى عديدة إلى لجنة الانتدابات الدائمة في عصبة الأمم زعمت فيها ان الاقليات غير المسلمة في العراق ومنها الآثوريون يتعرضون للاضطهاد. في حين استمر الكابتن كوب يعمل في السر والعلن حتى اكتشف أمره فألقت الشرطة القبض عليه في 5 مايس 1931 وفي الوقت نفسه قام أنصار المار شمعون بدعاية واسعة لفكرة الحكم الذاتي بين اثوريي دهوك والعمادية وازداد نشاطهم بعد المؤتمر الذي عقدوه في العمادية يومي 15 و16 حزيران 1932 . وطالبوا بأمور صيغت على شكل ميثاق أقر بتاريخ 16 حزيران. وقد
وجه أعضاء هذا المؤتمر رسالة إلى همفريز المندوب السامي لم تخرج مطالبهم فيها عن حدود الاعتراف بهم وبالمار شمعون زعيمًا دينيًا وزمنيًا ، فض ً لا عن طلبهم عدم مصادرة الحكومة للأسلحة التي كسبها الآثوريون في أثناء خدمتهم
ثالثًا:السفارة البريطانية وحركة الآثوريين 1933 في 24 كانون الأول 1932 اتخذ مجلس عصبة الأمم قرارًا يقضي بعدم قبول طلب الآثوريين المتعلق بحكم ذاتي إداري داخل العراق ، واستدعاء خبير أجنبي لمساعدة الحكومة على تنفيذ مشروعها لإسكان اثوريي العراق بأحوال مناسبة على قدر الإمكان في وحدات
متجمعة على شرط أن لا تمس الحقوق الموجودة للسكان. وقد شكلت الحكومة العراقية بتوجيه من بريطانيا لجنة لإسكان الآثوريين ، واستقدمت لهذا الغرض الخبير البريطاني الذي قام إثر وصوله إلى العراق في 31 مايس 1933 بمقابلة Thomson الميجر ثومسن المار شمعون في مقر كورنواليس مستشار وزارة الداخلية ليعلمه بأنه باستثناء كونه موظفًا في مركز المستشار لا يملك سلطة رسمية لتنفيذ الأموروبسبب المواقف المتشددة التي اتخذها المار شمعون ازدادت العلاقات سوءًا بينه وبين الحكومة العراقية في نهاية شباط 1933 وأصبح الوضع العام مهيأ للصدام مع الآثوريين بعد أن تمكن الإنكليز من توفير المناخ الملائم لذلك ، رعايتهم للمار شمعون وأتباعه خلقت حاجزًا بينهم وبين بقية سكان العراق ، مما ساعد على أن يكون الصدام المسلح وشيكًا. ويبدو ان الإنكليز كان يهمهم أن يكون مركز العراق ضعيفًا غداة حصوله على "الاستقلال" لكي يستخدموا ذلك حجة ضد أية حكومة تحاول إحداث تغييرات في المعاهدة العراقية البريطانية لعام 1930 ، كما أنهم بتشجيعهم الآثوريين على الصدام مع الحكومة العراقية لا يعني في حقيقة الأمرانهم كانوا راغبين في إعطائهم الحكم الذاتي الاقليمي ، ولا حتى إسكانهم في
مجموعة واحدة، ذلك لأنهم كانوا يخشون أن يكونوا مثالاً تحتذي به الشعوب الخاضعة لسيطرتهم. وقد حرص الإنكليز على أن تظل العلاقات بين عناصر السكان المختلفة في العراق قائمة على الكره والعداء مما يفقده استقراره وصلابة جبهته الداخلية. ومن أجل ذلك أخذوا يقربون الآثوريين إليهم ، كما أخذوا بالضغط على الحكومة العراقية لنقل الفريق بكرصدقي من منطقة الموصل إلى مكان آخر بحجة أن وجوده يشكل خطرًا عليهم وأدى ذلك إلى أن يحمل عدد من قادة الجيش شعورًا بالكره بازاء الآثوريين. ولكي يجعل الإنكليز أنظارالعراقيين تتجه دومًا لطلب المساعدة منهم فقد عمدوا إلى محاولة زعزعة ثقة العراق بنفسه وفي وبقدرته على مواجهة الاضطرابات فزعم الكولونيل ستافورد المفتش الإداري البريطاني
في الموصل ان الجيش العراقي غير قادر على قتال الآثوريين وأنهم سيحصلون على مساندة الأكراد ، كما أن السفارة البريطانية في بغداد نصحت عددًا من المسؤولين العراقيين بعدم استخدام القوة ضدهم ان تصرفات الإنكليز هذه شجعت الآثوريين على الاعتقاد بأنهم سينالون من بريطانيا الدعم والمساندة الكافيتين اللتين تمكنانهم من إجبار الحكومة العراقية على الرضوخ لمطالبهم معتمدين في ذلك على زعيمهم المار شمعون المشهور بصداقته للإنكليزعلى الرغم من أن الملك فيصل الأول كان يقترح على الحكومة اتباع سياسة هادئة مع الآثوريين فانها أصرت على عدم الاعتراف بمطالبة المار شمعون بالسلطة الزمنية وكانت 19 أيلول 1933 بموقفها هذا قد راعت سيادة - الوزارة الكيلانية الأولى ( 20 آذار 1933 البلاد وهيبة القانون وقطعت الطريق عليهم للاستمرار في تحديهم للسلطة العراقية أما الإنكليز فقد انتهزوا فرصة قيام الحكومة العراقية بإلزام المار شمعون بالإقامة في بغداد ، وعملوا على زيادة العلاقات سوءًا بينهما فصوروا أنفسهم المدافعين عن مصالح الآثوريين حتى يشجعوا زعيمهم المار شمعون على المضي في موقفه المتصلب ، ويزيدوا في الوقت نفسه من إصرار الحكومة على موقفها ، وبذلك يصبح الجو مهيأ للانفجار في أية لحظة يريدونها فقامت صحافتهم بمهاجمة العراق ونددت بخطوة الحكومة بإزاء المار شمعون ، وأخذ المسؤولون في لندن يضغطون على الملك فيصل لإجبار حكومته على تغيير موقفها. كما عمد المسؤولون الإنكليز في بغداد إلى إثارة مشاعر الحكومة بحجة الدفاع عن الآثوريين فاعتقد المار شمعون أن الإنكليز يقفون إلى جانبه فزاد من تصلبه وكبريائه وفي 18 حزيران 1933 جرت مباحثات بين الكيلاني والأمير غازي الذي ناب عن
والده وذلك بشان تطورات المسألة الاثورية ، فاستدعى الأمير غازي وكيل مستشار وزارة الداخلية الميجر ادموندز وأخبره بان وزير الداخلية حكمت سليمان سيقدم استقالته إذا أصرالمار شمعون على موقفه بعدم إعطائه التعهد المطلوب بالكف عن المطالبة بالسلطة الزمنية ،فطلب ادموندز إعطائه مدة من الوقت لمقابلة وكيل السفير البريطاني اوجلفي فوربس ، ثم حضر ثانية إلى البلاط الملكي وأبلغ الأمير غازي أسف وكيل السفير لتصميم حكمت سليمان على تقديم استقالته واستغرابه من تضامن الوزارة معه لتقديم استقالتها. فأكد له الكيلاني مساندة حكومته لوزير الداخلية في موقفه ، وانتقد موقف وكيل السفير البريطاني حينما أبلغه بان توقيف المار شمعون وسوقه للمحاكمة سوف يؤدي إلى حركة آشورية مسلحة. كما طلب
ادموندز من الكيلاني أن يطلع على رأي وكيل السفير فوربس فوافق الكيلاني على تأجيل الاستقالة وطلب الأمير غازي حضور وكيل السفير في اليوم التالي وفي 19 حزيران 1933 اجتمع في البلاط الملكي الأمير غازي والكيلاني ووكيل
السفير البريطاني، فطلب الأمير غازي رأي وكيل السفير البريطاني في تطورات القضية الاثورية فأخبرهم بان توقيف المار شمعون سوف يؤدي إلى اتحاد الآثوريين وقيامهم بثورة ضد الحكومة ، وانه يعطي المار أهمية كبيرة في نظر العالم ، ويجعل وضع العراق سيئًا في عصبة الأمم ، وذكرهم بان للمار شمعون أصدقاء من رجال الحكم في بريطانيا ، وان ذلك سيؤدي إلى ارباكات خطيرة يمكن أن تمس معاهدة التحالف لسنة 1930 ويؤدي إلى تدخل القوة الجوية البريطانية في الأمر
وفي 22 تموز 1933 نزح إلى سوريا نحو ( 1350 ) آثوريًا مسلحًا امتثا ً لا لأوامر المار شمعون الذي أقنعهم بان السلطة الفرنسية وعدت بإسكانهم وإعطائهم الألبسة مدة خمس سنوات إلا ان سلطات الانتداب الفرنسي في سوريا منعت إقامتهم هناك مما اضطرهم إلى العودة إلى العراق. وقد اشتبك قسم من العائدين مع مفرزة الجيش العراقي التي جاءت لتجريدهم من الأسلحة ليلة 4 آب 1933 . وفي صباح 5 آب 1933 هجمت قوة كبيرة أخرى كانت قد عبرت نهر دجلة على معسكر القوات العراقية مما أدى إلى قيام الجيش العراقي بقيادة بكر صدقي16 آب 1933 - بالقضاء على الحركة المذكورة فجرت اشتباكات بين الجيش والآثوريين من 5
في قرية سميل انتهت باستسلام الآثوريين والقضاء على حركتهم كما نقل المار شمعون إلى قبرص بطائرة بريطانية خاصة وذلك إثر إسقاط جنسيته في 16 آب 1933وقد تدخلت السلطات البريطانية في محاولة منها لوقف تحركات القوات العراقية للتصدي للاثوريين فقد اقترح الكولونيل ستافورد مستشار الموصل خلال لقائه الملك فيصل الأول عدم الإيعاز بحركة الشرطة النظامية من أجل السماح للاثوريين بالعودة إلى قراهم أما الطائرات البريطانية التي كانت تحوم حول قرى الآثوريين في أثناء المواجهة العسكرية بينهم وبين القوات العراقية فكانت كما ويشير بعض المصادر تلقي المصورات الدقيقة عن مواقع الجيش العراقي لمعرفة تحركات القطعات العراقية. كما أصدرت السلطات البريطانيةوامرها إلى عدد من قطعاتها العسكرية في الموصل بحماية طريق الموصل - زاخو لأجل منع العشائر العربية ومنها شمر والجبور والعشائر الكردية من مساندة الجيش العراقي في
.( عملياته العسكرية ضد الآثوريين وفي هذا الصدد أشارت إحدى وثائق وزارة الطيران البريطانية الى أن رئيس الوزراء الكيلاني قابل الشيخ عجيل الياورشيخ مشايخ شمر يوم 20 تموز 1933 واقترح عليه أن تقوم عشيرة شمر بمساعدة الحكومة على تجريد الآثوريين من السلاح عند عودتهم من سوريا. كما أن وجود كميات كبيرة من الأسلحة في حوزة الآثوريين استرعى انتباه الأمير غازي الذي طلب من وكيل السفير البريطاني فوربس توضيح مصدر هذه الأسلحة تركت أحداث الآثوريين أثرها على موقف الحكومة البريطانية ، فكان القائم بالأعمال
البريطاني فوربس في غاية الغضب بعد حادثة سميل وقد أكد ان هذه الواقعة سيترتب عليها نتائج مؤثرة على العراق وأشار إلى احتمال إعادة الانتداب على ولاية الموصل. كما ادعى المفتش العام للجيش العراقي اللواء روان روبنسون بان قائد المنطقة الشمالية اللواء بكر صدقي يعد مسؤو ً لا عن هذه الأحداث ودعا إلى مثوله أمام المحكمة العسكرية إلا ان الحكومة العراقية رفضت هذا الإدعاء. كما استغلت الصحافة البريطانية ذلك الحادث وعدت إجراءات الحكومة العراقية قاسية ومناهضة للتعهد الذي أخذه العراق على نفسه تجاه الاقليات
وفي محاولة لإنقاذ سمعتهم اتخذ الإنكليز عدد من المحاولات لمساندة الآثوريين فقد
صرحوا في عصبة الأمم بأنهم نظموا في 20 آب 1933 معسكرآ للاجئين وقد بلغ عدد الوافدين إليه منذ 21 آب وحتى 10 أيلول 1933 أكثر من 2000 شخص كما عين الميجر تومسن في 18 آب 1933 رئيسًا للجنة إغاثة الآثوريين وقد رصد مبلغ أولي مقداره 1000 دينار عراقي وضع تحت تصرفه من الحكومة العراقية
وفي لندن أبدت الأوساط الحاكمة - على حد تعبير بارمتي - "قلقًا حقيقيًا" على
الآثوريين محاولة بذلك رفع مسؤولية الحوادث التي جرت للاثوريين عن كاهلهم ، فأسس في إنكلترا مكتب لجمع التبرعات للاثوريين المهاجرين إلى سوريا واختير أسقف كانتبري رئيسًا له كان فشل حركة الآثوريين اندحارًا كبيرًا للنفوذ البريطاني والسياسة البريطانية في العراق وقد استغل الهاشمي هذا الانتصار فأقصى عددآ من الموظفين البريطانيين من عدد من المناصب الحساسة وحدد صلاحيات أعضاء البعثة البريطانية المشرفة على تدريب الجيش العراقي وقلص من نفوذها وجعل وظيفتها "الاستشارية" لا تتعدى الأمور الفنية لقد حملت المصادر الاثورية الأوساط الحاكمة في العراق مسؤولية الأحداث المذكورة وقد كانت تصرفات المسؤولين العراقيين - بحسب زعم بارمتي - مدفوعة وبدرجة كبيرة من السفير البريطاني همفريز وعدد من الموظفين البريطانيين. في حين ألقى الإنكليزبالمسؤولية فيما وقع من حوادث على الآثوريين أنفسهم الذين قالوا عنهم أنهم "شعب غاية في الصعوبة والريبة وعدم الهدوء". أما الحكومة العراقية فقد عدت السياسة البريطانية مسؤولة
عن تلك الأحداث بسبب تسليحها للاثوريين - كما أشرنا - وإعدادهم بوصفهم قوة موازية للجيش العراقي ، ان لم تكن متفوقة عليه ويبدو ان حركة الآثوريين كانت قد دبرتها دوائر الاستخبارات البريطانية لكي تنهي . محاولات الحكومة العراقية المحتملة للتوصل إلى تعديل معاهدة 1930
..............................................................
منقول / مجلة التربية والعلم , المجلد ( 14 ) , العدد ( 1) لسنة 2007
عمار يوسف عبد الله
كلية التربية/جامعة كركوك
تاريخ الاستلام تاريخ القبول
2006/10/3 2006/8/7

المصادر
او ً لا:الوثائق غير المنشورة.
أ-الوثائق العراقية غير المنشورة:
311/1185؛ 311/1178- البلاط الملكي،القضية الاثورية،الملفات 1174
ب-الوثائق البريطانية غير المنشورة:
. (1) بارمتي ، المصدر السابق ، ص 156
. (2) منتشاشفيلي ، المصدر السابق ، ص 377
؛ (3) م.م.أ ، الاجتماع غير الاعتيادي لسنة 1933 ، محضر الجلسة الثانية والعشرين ، 6 تموز 1933 ، ص 245 )، 1941 ،بغداد 1979
- رجاء حسين الخطاب ، تأسيس الجيش العراقي وتطور دوره السياسي من 1921
. ص 115
-1 وثائق وزارة الخارجية البريطانية
F.O 371/16922, 16925, 16880, 16889/1933-1934, 19494/1936, 20792/193
F.O 371/20012/5971,31-12-1936
-2 وثائق وزارة المستعمرات
Co 730/177-96602,tel from high commissioner to foreign
-3 وثائق وزارة الطيران
Air,o,23,656-4583,x/M, local political,August 1933,P40 A,41,41A
وهي نسخ محفوظة في دار الكتب والوثائق والمكتبة المركزية لجامعة بغداد
ثانيًا:الوثائق المنشورة
أ-العراقية
. -1 محاضر مجلس الاعيان ،محضر الجلسة 22،6 تموز 1933
ب-البريطانية
CO”British Annual report 1926”,(London 1927)
CO”British Annual report 1927”,(London 1928)
وهي نسخ مصورة في دار الكتب والوثائق والمكتبة المركزية لجامعة بغداد.
ثالثًا:المذكرات الشخصية
( 1958 ،(بيروت 1967 - -1 الايوبي،علي جودت،ذكريات علي جودة الايوبي 1900
-2 السويدي،توفيق:مذكراتي نصف قرن من تاريخ العراق والقضية العربية،(بيروت(1969 ( 1943 ،ج 1،(بيروت 1917 - -3 الهاشمي،طه:مذكرات طه الهاشمي 1919
رابعًا:الرسائل الجامعية غير المنشورة
1922 ،رسالة - -1 احمد،ابراهيم خليل،ولاية الموصل دراسة في تطوراتها السياسية 1908
( ماجستير غير منشورة ، كلية الاداب،(جامعة بغداد 1975
1939 ،رسالة ماجستيرغير - -2 جبار ،عباس عطية،الحياة البرلمانية في العراق 1932
( منشورة ، كلية الاداب،(جامعة بغداد 1972
خامسًا:الكتب
أ-العربية
-1 التكريتي،عبدالمجيد كامل،الملك فيصل الاول ودوره في تأسيس الدولة العراقية الحديثة.( 1933-1921 ،(بغداد 1991)
الجعفري،محمد حمدي،بريطانيا والعراق حقبة من الصراع 1914( الشؤون الثقافية،(بغداد 2002
( -3 جياووك،معروف،مأساة بارزان المظلومة،(بغداد 1954
( -4 الحسني،عبدالرزاق،تاريخ الوزارات العراقية،ج 3،(بغداد 1988
-4 حسين،فاضل،مشكلة الموصل دراسة في الدبلوماسية العراقية-الانكليزية-التركية وفي الرأي العام،ط 3،(بغداد 1977
( ---------5 ،تاريخ العراق المعاصر،(بغداد 1980
. ( -6 حمدي ، وليد : الكرد وكردستان في الوثائق البريطانية،(لندن 1991
( 1936 ،(القاهرة 1977 - -7 الحيدري،رياض رشيد،الآثوريون في العراق 1918
- -8 الخطاب،رجاء حسين،تأسيس الجبش العراقي وتطور دوره السياسي من 1921 - 1941 ،(بغداد 1979
( -9 العاني،خالد ،موسوعة العراق الحديث،م 1،(بغداد 1977
( -10 عقراوي،متي،العراق الحديث،ج 1،(بغداد 1926
-11 محمد،علاء جاسم،جعفر العسكري ودوره السياسي والعسكري في تاريخ العراق حتى عام 1936 (بغداد 1987
( -12 المفتي،حازم،العراق بين عهدي ياسين الهاشمي وبكر صدقي،(بغداد 1991
( -13 الملاح،عبدالغني،من تاريخ الحركة الديمقراطية في العراق،(بغداد 1975
ب-المعربة
-1 بارمتي،ق.ب.ماتفييف،الآثوريون والمسألة الاثورية في العصر الحديث،مطبعة
.( الاجيال،(دمشق 1989
-2 بينيروز،ديث واتي ايف،العراق دراسة في العلاقات الخارجية وتطوراته الداخلية،( 1975 ،ج 1،(بيروت 1989 - الداخلية 1915
( -3 غروبا،فريتز،رجال ومراكز قوى في بلاد الشرق،(بغداد 1989
2،(بغداد د ت) - -4 لنشوفسكي،جورج،الشرق الاوسط في الشؤون العالمية،ج 1
( -5 منتشاشفيلي،البرت.م،العراق في سنوات الانتداب البريطاني،(جامعة بغداد 1978
( -6 هاملتون،أي.م،طريق في كردستان،ط 2،(اربيل 1999
ج-المصادر الاجنبية
1-Bell,Grtude,The letters of Grtude Bell,Vol.1,(London 1927)
2-Hourani,A.H.Minorities of the Arab World ,(London 1947)
3-Josph,John:The Nestorians and their muslim neighbours,(New Jersy
1961).

.

تعليقات